بلاغ حول ندوة الدورة 16 للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة صورة المدينة المنجمية في السينما الوثائقية

ليست المدينة المنجمية، مثل مدينة خريبكة، مجرد رقم اقتصادي، يساهم في تطوير المغرب الذي تنتمي إليه هذه المدينة المنجمية، ونفس الحالة في كل بلدان العالم التي فيها هذا النوع من المدن المنجمية، والتي تنتج معدنا ما، يتم توظيفه في صناعة ما. المدينة المنجمية، هي أيضا علاقات اجتماعية وإبداعية وثقافية ووجدانية وإنسانية.

حكايات عديدة، تولد داخل هذه المدن المنجمية. علاقات إنسانية تبنى، وأطفال يولدون، ويكبرون، ويروون قصص آبائهم، وهم خارجون من المنجم.. بقدر ما تحفر حفرة في الأرض لاستخراج معدن ما، فبجانبها تحفر قصة إنسانية، تنسج علاقات اجتماعية وثقافية وفنية ووجدانية مع تلك الأرض/المدينة.. لتتحول إلى ذاكرة إنسانية جماعية مبدعة للعديد من الفنون، بما يجعل المنجم، أيضا، مصدر حكي وإبداع.

عديدة هي المدن المنجمية التي وهبت باطنها للناس، لكي يستخرجوا ما بها ليشتغلوا فيه وينشغلوا به.. منحتهم ما برحمها، وعاشوا بفضله. وهبتهم سرا من أسرار الحياة. لم ينتفعوا به فقط ماديا وماليا، بل أصبحت المدينة المنجمية، فضاء ولد العديد من الإبداعات في الشعر والقصة القصيرة والسينما والتشكيل، الخ.. فماذا لو لم تكن هذه المدينة المنجمية التي بنت اقتصاديات دول عديدة في هذا العالم؟.

السينما، ولا سيما الوثائقية، لم تكن بعيدة عن المدينة المنجمية. عديدة هي القصص الوثائقية التي رويت عن مدن منجمية عديدة. قصص وثائقية صيغت بفضل من اشتغل في بدايات منجم تلك المدينة..أجيال جديدة التحقت بالمنجم، وقد تعرف من سبقها أو لا تعرف، لكن، ومن خلال فيلم وثائقي، قد نوضع جميعا في سياقات التاريخ والجغرافيا والاقتصاد والإنسانيات المميزة لهذه المدينة المنجمية سواء في المغرب مثل مدينة خريبكة على سبيل المثال التي تحتضن المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، أو من خلال مدن منجمية عديدة في كل أنحاء العالم.

وفق ما سبق من الممكن أن نتساءل وفق ما يلي :

هل من الممكن أن نتحدث اليوم عن سينما وثائقية منجمية؟

هل من خصائص تميز الأفلام الوثائقية التي تنبش في ذاكرة المدن المنجمية؟

هل من تشابه أو اختلاف بين الأفلام الوثائقية التي يتم الاشتغال عليها في الدول ذات المدن المنجمية؟

لماذا تصلح هذه الأفلام الوثائقية المتحدثة عن المدن المنجمية؟

هل من خصائص فنية وثقافية وجمالية تميز السينما الوثائقية عن بقية الأنواع الأخرى؟

هذه الندوة، تسعى إلى تبيان القيمة الرمزية والثقافية والفنية والجمالية والإنسانية للمدينة المنجمية. وبذلك تطرح بعض المحاور للتفكير فيها، من قبيل :

المحور الأول (مدخل) :

المدينة المنجمية : الدوافع والسياقات الاقتصادية والعمرانية والسكانية..

المحور  الثاني :

المدينة المنجمية في السينما الوثائقية في المغرب : نماذج ودلالات.

المحور الثالث:

المدينة المنجمية في  السينما الوثائقية في  بقية دول العالم  : قراءات مختلفة.

المحور الرابع:

أسئلة السينما الوثائقية : أسئلة الشكل والمضمون

المحور الخامس :

وظائف السينما الوثائقية

سيشارك في هذه الندوة، مجموعة من الأسماء، وهي، الدكتور منير سرحاني وهو أستاذ باحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، والدكتور حميد تباتو وهو أستاذ باحث بالكلية المتعددة التخصصات بورززات، والدكتور حسن حبيبي وهو أستاذ باحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بكلية عين الشق بالدار البيضاء، والدكتور منير وسكوم وهو أستاذ باحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، والدكتور محمد أولادعلا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية المحمدية، وسيدير أشغال هذه الندوة الدكتور أحمد توبة وهو أستاذ باحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية. وستعمل الجمعية المنظمة للمهرجان لاحقا على تجميع جميع الأوراق المقدمة في هذه الندوة وبأوراق أخرى، لإصدارها في كتاب جماعي.

عن إدارة المهرجان بتاريخ 17 نونبر 2025